بين فترة عمله كمدير للأمن بمحافظة تعز وفترة تقلده كرئيس لمجلس القيادة الرئاسي .. الكثير مما يمكن قوله ومالذي تغير هذا ما احاول ان أجيب عليه في هذا المقال ، هل أَستجابت الأقدار لأمنيات الناس ! برئيس خارق للعادة تتحدث عنه النساء كل مساء تروي لاطفالها قصص بطولات رئيس يزور الناس ليلا ويتجول في الأماكن العامة ويتناول معهم القهوة في الاستراحات والبوفيهات ، وقصص كثيرة اغلبها لن تحدث ولكنها من نسج خيال الشارع في رئيس اردوا ان تتكرر مع العليمي الذي لم يكن يومها رئيسيا لكن الناس تتحدث عن مدير آمن بمواصفات رئيس
وكنت قد عرفته يومئذ مديرا للأمن في محافظة تعز محاط بالكثير من القصص والخيالات .. لكن يكفي ما عرفته عنه عن قرب لا حقا ..
جعلته قريب من المواطنين وكنت قد بدات معه المهنة صحفيا مراهقا صغيرا ، يبحث عن أولى خطوات الشهرة ، في عالم صاحبة الجلالة .
لم يكن العليمي رئيسيا لكن حديث الشارع بدات وكأنها تتحدث عن رئيس لا يزال يشغل مدير امن لمحافطة تعز .. والمؤكد انه وحدهم من يلتقوه في محاضرتهم الأسبوعية طلاب قسم علم الاجتماع بجامعة تعز ويفاخرون انهم كذلك طلاب لزعيم لم يحن الوقت بعد كي يتقلد المهمة...
التقيت الرئيس العليمي لأول مرة في تعز منذ سنوات عدة . ذاع خلالها صيت العليمي عاليا كمدير أمن احرز النجاح واعاد للمحافظة الكثير من ألقها ومعه اكتسبت الكثير من الأهمية. وذاع صيتها ايضا برفقة مدير آمن ظل حديث المدينة التي تميل أكثر نحو السلم وتترسخ فيها قيم المَدنية
وتتخلص من مظاهر الفوضى بعهده بشكل كلي .
وتتصدى بحزم لاي اختلالات وتكاد تختفي فيها الجريمة .
غدت خلالها تعز نموذج للمدينة المتحضرة التي تفتح ابوابها أمام ابناء اليمن الذين يقصدونها للسياحة . بعد توافر العديد من عوامل الجذب التي جعلتها تضم كل ابناء اليمن .
ومعها اكتسب العليمي الكثير من الشهرة وصار حديث الناس هناك ، الذين يَروّن القصص في قصة مدير آمن يتجول شوارع المدينة ليلا . ويلتقي الناس في المقهي والاماكن العامة يتبادل معهم الحديث ويستمع الى تجاربهم . ومعاناتهم ليعود بها الى مكتبه.
لتجد الكثير من شكاوهم طريقها للحل بدا الناس يفسرون الأمر بتأثر الرجل بالشهيد ابراهيم الحمدي كرجل قريب من الناس بينما السياسيون يؤكدون انه لايزال متأثر بالتجربة الناصرية التي انتماء اليها.
او لا يزال .
وفي عهده اتيح لمراهق صغير لم يكمل بعد دراستة الثانوية ، يراسل صحيفة معارضة محلية حضور الاجتماع الاسبوعي للمكتب التنفيذي للمحافظة برئاسة القاضي أحمد عبدالله الحجري، محافظ المحافظة ويعود له الفضل ايضا في الكثير من النجاح والاستقرار الذي حظيت به محافظة تعز . ويعود اليه الفضل بالدرجة الأساسية ، في دعوتي لحضور الاجتماع الأسبوعي، لقيادة المحافظة.
في سابقة حينها لم تكن مألوفة ، بالمرة السماح لمندوب صحيفة معارصة حضور اجتماع اسبوعي . حين يغيب يأته اتصال المحافظ معاتبا له عن الغياب ومعه يزدد شعوري بالفخر . الحديث عن المحافظ الحجري ملئ ايضا ب الأثارة وأدين له بالكثير من الفضل .
حين انتصر لصحفي في بداية مشواره وحياته المهنية . يبحث عن الشهرة دون ان يكون قد التحق بالجامعة . حيث كان يعقد المحافظ لقاء اسبوعي . يجتمع فيه بالمواطنين بشكل مباشر ، والحديث عن المحافظ الحجري . والى شكاوهم ويستقبل اوراقهم موجها على اوراق الجميع ..
الحديث عن الحجري حديث طويل ايضا سأعود اليه في تناول اخر لاحقا ))
وفي احدى اللقاءات تلك كنت قد منعت من الدخول وتم مصادرة كيمرات التصوير الخاص بي من قبل حراسة المحافظة . واخذ الفلم ومعها تبدا قصة طويلة اخرى من الصداقة مع المحافظ الحجري الذي تشرفت لاحقا بحضور جميع جلسات المكتب التنفيذي للمحافظة .وفي كل لقاء يستمع لكل ملاحظاتي ، وشكاوي المواطنين ، التي تصل الى الصحيفة وانقلها اليه بشكل مباشر ، ويوجه بحلها على الفور بحضور المعنيين انفسهم ، من المسؤولين. وتحول ذلك الإجراء كتقليد يجد طريقة للتنفيذ بسرعة بفضل تعاون كبير مع الصحافة . وبفضل ذلك ايضا . كان جميع المسؤولين اصدقائي ويعملون الف حساب لصحفي صديق المحافظ . ويحاكون اهتمام المحافظ برأي الصحيفة التي امثلها .
وفي الأجتماع الأسبوعي ،
كان الرجل الثاني الذي يقف الي جوار المحافظ ، الدكتور رشاد العليمي ، والذي كانت معظم ارائي في الاجتماع تحظى باهتمامه وبدا متابعا لكل ما ينشر بالصحف ، وكان قد وجه لاحقا في لقاء اخر جمعني بمكتبه ، عمليات ادارة الآمن في التعامل مع كل ما يصلهم من شكاوي عبر الصحيفة التي امثلها .
وكل الصحف الأخرى ومع الاثنين الحجري والعليمي . وعموم المدراء الأخرين ، اسسنا لعلاقة متميزة وفريدة في ذلك الوقت، بين السلطة المحلية والصحافة، ترسخت كتقليد تحترمه السلطة المحلية برمتها في تعز .
مرت السنتين التي قضيتها في محافظة تعز سريعا .
كنت ولازال فخورا بتجربة متميزة تركت بعدها تعز والانتقال الي العاصمة صنعاء للالتحاق بالدراسة الجامعية .
كانت المرة الثانية التي التقي فيها رشاد العليمي وجها لوجه بعد سنوات اكملت فيها دراستي الجامعية من كلية الاعلام . كان اللقاء في مكتبة وزيرا للإدارة المحلية ، جلست امامه ويفصل بيننا بريد ملئ بالأوراق ، يقوم بالتوجيه والتوقيع عليها ، ويستمع الى حديثي ملما بالمهمة. التي جاءت لاجلها ،موجها الإدارات المعنية بتوفير المعلومات التي اطلبها ، والعودة اليه لاحقا حال الانتهاء من اعداد الملف بمناسبة ذكري الثورة 26 سبتمبر لم يكن قد عرفني لا ادري هل قصرت في تذكيره بنفسي ، او ان الرجل كان شخص أخر قد تغير عن الشخص الذي كنت قد عرفته بتعز .
وبين تلك الفترتين ظلت مسيرة الدكتور رشاد العليمي حافلة بالمزيد من الأثارة والنجاح القاسم المشترك فيها هو حديث الناس البسطا عن شخص مختلف يشبه الحمدي . في الكثير من التفاصيل . ومتأثر بسيرته . يحاول ان يستلهم منها الكثير من المحاكاة والنجاح .. وينتاب طلابه قسم علم الاجتماع بجامعة تعز ولاحقا جامعة صنعاء مشاعر الزهو بمدرسهم القائد